الكِتَابة
السرد, الوَصف.
أعتقِدُ أنَّ أكثرَ مَا أرقنِي فِي بِدايةِ الكِتابة، لَا بَل فعلًا ولَيس أعتقِد، السَّرد، لَقد كَان سيئًا بطرِيقةٍ مُبهرة, إضَافةً إلَى الوَصف؛ كِليهُمَا يستنجدَانِ مِن غرَابةِ مَا كُنتُ أصِيغهُ ثُمَّ أنبهِرُ مِن سخفِ مَا كتبتهُ ..
أتذكرُ جيدًا حتَّى الآن مَدى السُوء فِي حرُوفي
القَديمة التِّي أرغَبُ فِي دَفنِ وجهِي كُل مرةٍ أرَاها، إنهَا مُحرجة.
حسنًا، سأتوَقف عَن الحَديثِ حَول المَاضِي
لكِّنني سأزُورهِ بينَ الحِينِ والآخر حتَّى تعلمُوا أننِي فِي يومٍ رَحل كُنتُ شخصًا لَا يُجيدُ الكِتابةَ أبدًا ..
لكِّنهُ قَد يكُون دَافعًا لمُواصلتِكُم فِي طرِيقٍ
ذُو عقبةٍ تُلقى أمَامكُم وتَمنعُكم عَن السيرِ
تِجاه رغبتِكُم.
مُلَاحظة : سَأُحاوِل مَحِي تِلكَ الصعُوبَات مِن أجلِكُم.
عَلى أيِّ حَال، لنُباشر بالحَديث
الآن دُون أيِّ مُقدماتٍ سخِيفة.
السردُ والوَصف, هُنَاك فرقٌ بَين كِليهُمَا رُغمَ أننَا نستخدِمُهُمَا فِي السطُورِ ذَاتهَا لِذَلك حتَّى تكُون الصُورة وَاضحة:
بِدايةً؛ سأتحدَّث عَن السَّرد.
هُو شَيء، يليهِ شَيء، وهكذَا.
بينمَا حَدِيثي الآخر؛ عَن الوَصف.
وهُو وَصفُ شَيء، أي شَيء،إن كَان
رِداءً، وجهًا، شعُورًا، إلَى آخره ..
هُنَاك العَديدُ مِن الطُرقِ التِّي جربتُهَا فِي
السردِ أثنَاء مسيرتِي فِي الكِتابة، مِن وُجهةِ نَظرِ
الكَاتب، شخصٌ لَا يعرِفهُ أحَد، البَطلة، ورفِيقُ البَطل.
لَستُ مُتأكدةً مَا إذ كَان ذَلك تِعدادُ
السردِ لكِّنني فَقط أتحدَّثُ بِناءً عَلى
مَا قُمتُ بتجربتهِ طيَال الأعوامُ
السَّابِقة.
لَا أستطِيعُ القَولَ أننِي أُتقنُ كُل ذَلك لكِّنني
جَيدةٌ نوعًا مَا فِي كُل مَا حَاولتُ كِتابتهُ حِينَ كررتُ
المُحاولةَ دُونَ دَفعِي ذَاتِي للخَلفِ وجعلِهَا تتخِّذ
طريقًا مُختلفًا ..
لأننِي لَا زِلتُ كَاتبةً مُبتدئةً تُحاوِل سَرد مَا فِي
خيَالهَا عَلى الوَرق، فَ لِمَاذَا قَد أُمزِق صفحَاتِي
حِينَ يُفسدُ حبرِي مَا كُتب ؟ لَا بَأس بالمُحاولة،
مرارًا وتكرارًا، حتَّى نصِل إلَى مَا نُريدهُ.
مُلاحظة أُخرى : يَبدُو أننِي سَأُصبح حَافزًا لَا مُساعدًا لكُم.
لا أُشيرُ للمُتعةِ بِشيءٍ خَاطئ، بَل أننِي حتَّى الآن أكتُب فِي بعضِ الأحيَانِ مِن أجلهَا لأننِي أحبُذ ذَلك لكِّنني فِي ذَلك الوَقت .. حسنًا، أشعُر بالخَجل قليلًا لكِّن مَا كَان يُصاغ سخيفٌ للغَاية وبتعبيرٍ سَيء.
لكِّننِي لَا أجِدُ مَا يمنعُنِي عَن قولِهِ
والإفصَاحِ عنهُ فَ أنَا وَصلتُ إلَى هَذهِ المَرحلةِ مِن
الكِتابةِ بفضلِ الله ثُمَّ اللحظة التِّي أمسكتُ بهَا
قَلمِي.
حسنًا، لنعُود إلَى الكِتابة؛ نختلِفُ فِي طُرقنَا حِينَ تَبدأ أقلَامُنَا بطبعِ حبرهَا عَلى الوَرق، حَيثُ أنَّ بَعضنَا قَد يكُتب مِن أجلِ المُتعةِ كمَا أفعَلُ سَابقًا وحتََّى الآن، مِن المُمكن أيضًا أَن تكُون تفريغًا لشعُورٍ فِي الخَافِق حِينَ تكُون حبِيس الكتمَان، إضَافةً .. مِن دُون سَبب.
لَيس عَلينَا تحديدُ هدفِ كِتابتنَا لأننِي سنجِدُه
فِي يومَ مَا، ذَلك مَا فعلتهُ أنَا حتَّى وجدتُ طرِيقي
الذِّي أُريدُه.
جربُوا كِتابةَ العَديد مِن الطُرقِ المُختلِفة أثنَاء سردِكُم لقِصةٍ مَا، أعنِي بِذلك؛ لَا تستخدمُوا أسلُوبًا وَاحدًا دُون تجرُبةِ آخر ..
عَليكُم إيجَادُ أسلُوبكُم المُناسِب
الذِّي سيجعلُكُم مُناسبِينَ لهُ.
لِذَلك كررُوا المُحاولة حتَّى تَجدُوا
مَا يُناسبُكم مُن أسلُوبِ سَردٍ يلِيقُ
بحرُوفكُم الجمِيلة.
لكِّن؛ لَا يُمكن السردُ دُون وَصفٍ
مُناسِب فَ كليهُمَا رفِيقَان يُكملَانِ
بعضهُمَا البَعض.
تَخيلُوا مَعِي أَن أقُول : نَظرت لهُ،
ونَظر لهَا، ثُمَّ رحلَ هُو بينمَا هِي
تقفُ مكَانها.
أعنِي .. مَا هذَا ؟ ألَيسَ باردًا بعَض الشيِّء ؟ دُون أيِّ شعُورٍ بالحيَاة ؟ فَارغٌ مِن الوَصفِ الذِّي يجعلُ منهُ غريبًا نوعًا مَا ؟ حسنًا، لنُجربهُ بطرِيقةٍ أُخرى.
[ حدَّجهَا بعَينيهِ الذَّابِلةِ ليلفحَ التردُدُ مَعالمهُ حِينَ قَابلتهُ بجمُودٍ تَسللهُ فرَاغٌ يَليقُ بهَا، قَبضَ عَلى يَدهِ بِخفةٍ قَبل أَن يُدحرجَ حَدقتيهُ بعيدًا عَن ثُمَّ يَطبع خُطواتهُ فِي طرِيقٍ يُخالِفُ بُقعتهَا .. ]
مَاذَا عَن هَذا ؟ ألَيس وَصفُ بعضِ التعَابير، الحَركة،
يجعلُ بهِ حياةً تجعلُ القَارئ يَرمُق المَوقفِ أمامهُ ؟.
ذَلك ما أعنِيه بحَديثي.
حسنًا، كَيف يُمكننَا تطوِيرُ سردنَا بجوارِ الوَصف ؟
سأعطِيكُم طرِيقة بَسيطة كُنتُ أسيرُ عليهَا حِين أعجَز عَن
كِتابةِ جُزئيةٍ مَا فِي رِواياتِي، تحديدًا التِّي تتطلَّب حَركة كَثيرة ..
فَ دمجُهَا مَع السردِ وكثرةِ الشخصيَاتِ يؤرقنِي حتَّى الآن
نوعًا مَا، لكِّنني لَا زِلتُ أُحاوِلُ الوصُول إلى مرحلةٍ
جَيدة وتلِيقُ بمَا أكتُبه.
كُنتُ فِي بعضِ الأحيَانِ أُشَاهدُ مقَاطعِ مُصورة وأُحاوِل سردهَا ووصفهَا بأسلُوبِي حَيثُ أُركِّز عَلى حركَاتِ اليَد، الأقدَام، الجَسد، تعابِير الوَجه، الحَديث، إلَى آخر .. ثُمَّ أبدَا فِي الكِتابة عدة مرَات، ببضعِ أسَاليبٍ مُختلِفة، حتَّى أجِد مَا يُناسبنِي، وحسنًا، لَقد سَاعدنِي ذَلك نوعًا مَا.
يُمكننِي إختصَارُ كُل ذَلك وقَولُ أنَّ المُحاولةَ
والتكرَار ستُفيدكُم حتَّى تجدُوا أسلُوبكم المُناسِب، لَستُ
أنَا مَن سَتفعل بَل حَديثي مُجرد دَفعةٍ خفِيفة رُبما مِن
أجلِ إزَاحةِ عقبةِ الطرِيق ..
عَلى أيِّ حَال، لَا أظُّن أننِي بحاجةٍ لسكبِ العَديدِ من الكلمَاتِ
التِّي ستُصبح حتمًا مُجرد ثرثرةٍ فَارِغة، لَقد تحدَّثتُ عمَّا أُريدهُ
بطرِيقةٍ وَاضحة.
إن كُنتُم تمتلكُونَ سؤالًا حَول شيءٍ مَا،
يُمكنكُم تركهُ هُنَا وسَأُجيبُكم عَليهِ لاحقًا.