black blue and yellow textile

الكِتَابة

المُقارنة.

رُبمَا مَا سَيُقَال هُنَا لَيس محصُورًا حَول الكِتابة، لكِّن اعتقَدتُ أنهُ يَجُب عليَّ الحَدِيث عَنهُ قَبل مُتابعة أيِّ كلَامٍ آخر حَول العِنوانِ الأسَاسِي للصَفحة .. لَا وجُودَ لمَن لَم يُقارن نَفسهُ بالآخرِين، جمِيعُنَا دُون استثنَاء فعلنَا ذَلك وإن كَان لمرةٍ وَاحدة.

وجدنَا أنفُسنَا نَسألُ حوَل مَا إذ كَانوا هُم أفضَلُ مِنَّا.

لِماذَا لَا يُمكن أَن نُصبح كَ هُم ؟ يمتلكُونَ مَا نَرغبُ بهِ .. لِما نحنُ لَا نمتلكُ ذَلك ؟.

ينتهِي الأمرُ بالعدِيد مِن التساؤولَاتِ التِّي تُلقِي بنَا فِي قوقعةِ الضيَاعِ المؤدِية للفَشلِ وجَلدِ الذَاتِ والحُزنِ الذِّي يكتسِحُ الخَافِق حتَّى تُصبح نَفسهُ مقِيتةً لهُ.

لَيس مُثيرًا للشَفقة، أو ضُعفًا، أو حتَّى سخفًا بَل هُو مُجردُ فكرِ إنسَانٍ بَات يُقارنِ ذَاتهُ مَع كُل مَا حوله مُتناسيًا حقيقتهُ.

أَنهُ يستطِيعُ الوصُول للقِمةِ إن وَضع خُطوتهُ الأُولى.

لَن أقُول حَديثًا كَ توقفُوا عَن المُقارنةِ يَا رِفاق ! ذَلك لَن يجلِب لكُم سِوى البُؤسِ واليَأسِ .. أعتقِدُ أن هذَا سيكُون حَديثًا مُكررًا.

بَل ذَلك مَا يُقَال غالبًا حِينَ يُفصح أحدهُم عَن مُقارنةِ نَفسهِ بشخصٍ آخر.

قَارنُوا، بَل لَا تتوقفُوا عَن ذَلك.

نَعم يُمكنكُم المُقارنة طِيَال حيَاتكُم دُون تَوقف لكِّن لَيس مَع شخصٍ آخر بَل مَع ذَاتكُم القَديمة.

لِماذَا قَد نفعلهَا مَع شخصٍ آخر فِي حِين أننَا نمتلكُ واحدًا بالفِعل ؟ المُنافسُ الأوَّل والأخِيرُ لنَا هِي ذَاتنَا.

أعنِي؛ مَاذَا لَو قَارنَا نفسنَا بمَا كُنَّا عَليهِ فِي المَاضِي ؟ وإن كُنَّا أكثرُ بؤسًا ألَيسَ علينَا إصلاحُهَا حتَّى يُصبح الحَاضر مُناسبًا للمُقارنةِ في المُستقبَل ؟ لِماذَا لا زِلنَا نُحاوِلُ إيجَاد رغباتنَا فِي الآخرِين بدلًا مِن البَحث عنهَا فِي أنفُسنَا ؟

لَا أحَد يكترِثُ بنَا فِي النِهاية.

أنفُسكَمُ فِي المَاضِي هِي مَا صنعتُكم الآن، لَو لَم أبدَأ الكِتابة، لَو لَم أمضِي بخطوتِي الأُولى، لَو أننِي فَقط توقفتُ أنذَاك وبقيتُ فِي بُقعتِي البَائسة، لَن أصِل إلَى مَا أنَا عليهِ الآن ومَا أُريدهُ مُستقبلًا ..

لَستُ فِي حَالٍ رَائعة حتَّى أتحدَّث وكَأننِي وَصلتُ لمَا أُريدهُ لكِّنني أفضَلُ ممَا كُنتُ عليهِ سَابقًا.

رُبمَا أكثرُ وعيًا، ونُضجًا، وخِبرة فِي الكِتابة.

نحنُ وحدنَا مَن علينَا الإختيَارُ مَا إذ كُنَّا سنمضِي فِي طرِيقٍ بَائسٌ نرمُق مَن حولنَا راغبِينَ بمَا يمتلكُونهُ، أَو نَصنع مسَارَنا بأنفُسنَا ونُصبح مَا كُنَّا نرغبُ بِه.

لأنَّ لَا أحدَ يكترِثُ بحَالنَا، فَ مَا خطبُنَا نُلقِي بَالاً لمَا يفعلُه الآخرُونَ فِي حِين أننَا نستطِيعُ الحصُول عَلى مَا نُريدهُ ؟ لنتوَقف عَن سكبِ الأعذَار.

إن كَان هُنَاك حقًا مَا يُعيقُ طرِيقنَا فَ لَا بَأس بإيجَادِ مسارٍ آخر.

لَيس وكَأنَّ الحيَاة ستنتهِي لمُجرد أننَا لَم نَفعل رغبتنَا الأُولى، إنهَا كبِيرة، وَاسعة، يلفحُهَا العدِيدُ ممَا لَم نرَاهُ ونجرِبهُ فَ كَيف نعتقِدُ أنَّنا فَاشلُون والآخرُون أفضلُ مِنَّا فِي حِين أننَا لَم نَفعل كُل شَيء ؟

حسنًا، أظن أنَّ الحَديث بَدأ فِي إتخَاذ مُنحنى آخر لكِّننِي رغبتُ فَقط فِي إخبَاركُم أن المُقارنة مَع ذَاتكُم مُفيدةٌ لكُم.

تَذكروا أنَّ المُنافِس الوحِيد لكَم هُو نَفسكم.