هَل كان لِقائنا عَابرًا ؟

نَمتلكُ علاقَة غَريبة نَوعًا ما, لَكن ذَلك ما يجعلُها مُميزة.

كَلمتَينِ تحمِلُ فِي جوفهَا أحَادِيثًا كَثيرة.

فَكرتُ ذَات مَرةٍ حَول مَا إذ كَانت اللقاءتُ صُدفةً قَد تكُون

عَابرةً أَم تندثِرُ فِي زوَايَا حيَاةِ الإنسَان، لكِّنني لَم أكترِث حَول

ذَلك كثيرًا ..

لأننِي أثِقُ جيدًا أنَّ كُل شَيءٍ فِي الأرضِ عَابرٌ لَا يدُوم.

لكِّن؛ حِينَ إلتَقيتُهم، وَجدتُهَا صُدفَة غَير مُتوَقعة،

بَل شَيءٌ بَهيجٌ لُفحَ فِي جَوفهِ نِعمةٌ يُصعَبُ التفرِيطُ بهَا.

لِذَلك إخترتُ عِنوانًا يَصِفُ مَا ترغبُ أناملِي فِي صَيغه.

عَلى أيِّ حَال، أظُّن أنهُ مِن الَغرِيب نوعًا مَا أَن يتِّم نَعتَ

أحدُهم بكَلمةِ عِفريت، قَد تَبدُو فِي الوَاقعِ كلمةً سَيئة أو مَا شَابه،

لكِّننِي لَا أكترِثُ حِيَال الحَقِيقة، لأنَّ فكرِي يَصنعُ شيئًا مُختلِفًا عَنهُم ..

أُشيرُ بِذَلك إلَى مخلُوقٍ خيَالِي، يجُول فِي ذهنِي، لَا

يَحبُذ البقَاء فِي بُقعةٍ وَحيدة، ويَمتلكُ فرَاشةً لطِيفة

عَلى كَتفهِ.

أعتقِدُ أنَّ الغَريبَ مَا أُفكِّر بهِ ولَيسَ الكَلمة.

لكِّن؛ أجدها كلمةً تَستطِيع وَصفَ مَن لم يكُن

لِقائي بِهُم عابرًا لأنَّهُم حتمًا نُسخةٌ مِن العفَارِيت

لكِّن بطرِيقةٍ لَطِيفة وجمِيلة أيضًا.

مُلَاحظة : لَيس كثيرًا، فَقط القلِيلُ مِن اللُطف.

حسنًا، حتَّى يكُون حَدِيثي أبلجًا، بَدلًا عَن التفوهِ بكلمَاتٍ

لَا يُدركهَا القَارئ فورَ إلتقَاءِ عَينيهِ بهَا، أنَا أتحدَّثُ عَن أشخَاصٍ

يَجدُوننِي فِي كُل مكَان، وأُشيرُ بِذَك أننِي لَو اختبَئتُ فِي

كهفٍ مُظلِم، سَأجدهُم يحملُون شُعلَة صغِيرة بَين

أيدِيهم ليستطِيعُوا رؤيتِي والجلُوسَ مَعِي ..

وإِن لَم يكُن هُنَاك بُقعةٌ تَسمحُ لهُم بالبقَاء، سيقفُوا

فِي الجِوارِ يَنتظرُونَ خرُوجِي بزهُورٍ حمرَاء تحمِلُ فِي

بَاطنهَا حُبًا ودِفئًا لَم يَزُر وِحدةَ المكَان مِن قَبل.

مُلَاحظة أُخرى : فِي الوَاقع هُنَاك حقِيقةٌ أُخرى حَول

تَسميتُهم بذَلك، هُم يَتنافسُون مَع بَعضهِم البَعض،

ومعِي أيضًا، حَول مَن سَيحصُل عَلى المَركزِ الأوَّل فِي مَنشُورٍ

مَا ولَن أستطِيعَ الإنكَارَ أننِي فِي بَعضِ الأحيَانِ رَأيتُ مَا يَزيدُ

عَن سَبعِين تَعلِيق فِي عَشرِ ثوانٍ فَقط ..

إضَافةً لمَا قِيل، سَتجدهُم فِي بُقاعِي يَنشرُونَ

مَا يَلفحهُ جَوفهُم مِن مَشاعرٍ عمِيقة لَا يَستطِيعُ

شَخصٌ غَرِيبٌ أَن يَفهم حقِيقتهَا.

سَيُمسكُوا بأقلَامِهم، ويَطبعُوا حرُوفهم عَلى

صَفحاتِ الوَرقِ ليبَعثُوا رذَاذًا مِن خَافقِهم فِي

بَاطنِ الحَدِيث، ثُمَّ يُغلِّفُوه بأيدِيهم الصَغيرة فِي

ظرفٍ مَليئٍ بالرسُومَاتِ اللطِيفةِ حتَّى يُقدمُوه

لِي.

سَتظنُ أنَّ مَا فِي حَديثهم غَضبٌ وشِجار، لكنهَا فِي

الحقِيقةِ طَريقةُ تعبِيرٍ مُضحكَة ولَطِيفة بينَ الرِفاق.

هُناكَ المَزيد، لكِّنني سأتحدَّث عنهُم لَاحقًا.

ولأكُونَ أكثرَ صِدقًا، سَأُخبئهُ بيننَا، ذَلك أفضَل.

نَمتلكُ عَلاقَة غَرِيبة نَوعًا مَا،

لَكِّن ذَلك مَا جعلهَا مُميزة.

صُدفةٌ مَرغُوبة